الأحد

ظاهرة قلب الحروف وإبدالها في اللهجة الكويتية - محمد يوسف الرومي

من ذاكرة المقال ظاهرة قلب الحروف وإبدالها في اللهجة الكويتية

ملاحظات عامة في دراسة: الخوض في علم اللغة أو دراسة اللهجة ليس بالأمر البسيط أو العمل الهين بل يحتاج لبذل مجهود شاق وعمل مضن، إلا أنه مع كل هذا شائق وجذاب وفيه من المتعة ما يذلل كل ما يعترض الدارس من مشاق وعناء، والولع والشغف بالشيء عون لتذليل الصعاب وتمهيد للمسالك الوعرة التي تصاحب عادة أي عمل.



من الظواهر اللغوية الشائعة في اللهجة الكويتية وهذه الظاهرة ليست مقتصرة على اللهجة فهي شائعة كذلك في اللغة العربية وليس لدينا أدنى شك في أن اللجهة متأثرة بالعربية الأم من حيث إبدال الحروف وقلبها، كما أن اللهجة الكويتية قد استعارت أصواتا ليست ضمن الأبجدية العربية، استعارتها وأجرت عليها عملية القلب والإبدال فحروف اللغة الأبجدية ثمانية وعشرون حرفا بينما حروف اللهجة ثلاثون حرفا هي حروف اللهجة نفسها مضافا إليها حرف (ج) أي الجيم المثلثة أو (CH) في الانجليزية وحرف ك (G) الانجليزي فحرف چـ (CH) في مثل كلمة مكان ينطق (مچان) وكم تنطق (چم) وكذا تنطق (جذي) ولك للمؤنثة تنطق (لج) وكبير تنطق (چيير) ويكيل تنطق (يچيل) أما حرف (G ك) ففي الكلمات الآتية قال تنطق (كال) وقام تنطق (كام) وجاري تنطق (كاري) وهذان الصوتان ليس لهما ذكر بين الأبجدية العربية وهما أجنبيان عنها فكيف دخل هذان الصوتان اللهجة الكويتية؟

تتطلب الإجابة على السؤال السالف الذكر أن نلتمس هذين الحرفين في لغات غير العربية، فإذا فتشنا عنهما في اللغة الفارسية نجدهما ضمن أبجديتها فحرف (جـ) أي الجيم المثلثة يوجد في الكلمات التالية (چند) بمعنى كم وجند انكه بمعنى مهما - چهار - أربعة - كما أن حرف (ك) يوجد في الكلمات مثل كفت من كفتن بمعنى القول وكريستن.. البكاء - كزيد في الأخيار وليس بغريب أن تكون اللهجة الكويتية قد تأثرت بالفارسية فاستعارت منها هذه الأصوات ومن قبل في العصر الإسلامي تأثرت الفارسية بالعربية واستعارت منها الكثير بل واستعارت النحو والتصريف، حتى أصبح القاموس الفارسي صورة صادقة للقاموس العربي..

كما أن هذين الصوتين موجودان في اللغة الانجليزية فالحرف (جـ) يوجد في مثل (CHAIR) (أي كرسي، والحرف (ك) في (GIRL) (أي بنت وكلمات أخرى كثيرة، وليس ببعيد أن يكون هذان الصوتان نتيجة التأثر بالأصوات الانجليزية أيام النفوذ البريطاني، فإذا صح هذا فهو تأثر مباشر وهناك تأثر غير مباشر نتيجة سفر الكويتيين إلى الهند التي لا تخلو من هذه الأصوات بسبب النفوذ البريطاني السابق أيضا، واللغات الفارسية والهندية والانجليزية كلها ترجع إلى أصل واحد يتمثل في الهندية الاوروبية أي لغة الجنس الآري، ولها صلة باللغة السنسكريتية وهي لغة الطقوس الدينية القديمة في الهند، أما العربية فهي من فصيلة الساميات وقومها من الجنس السامي نسبة إلى سام بن نوح عليه السلام.

وظاهرة القلب والإبدال في اللهجة الكويتية قد تكون في الحرف وقد تكون في الحركة.

فمما يقع في الحروف الكلمات التالية:

قلب الجيم ياء:- في مثل شجرة تنطق (أشيره) ورجال تنطق (ريال) وجمل تنطق (يمل) وقلب الجيم ياء نطق قديم في اللغة العربية فقد روى بيت نسب لشاعرة عربية تدعى أم الهيثم قالت:

إذا لم يكن فيكن ظل ولا جنى

فأبعدكن الله من شيرات

أي شجرات... وبين صوت الجيم وصوت الياء علاقة صوتية فكلاهما من الأصوات المجهورة، ومعنى الجهر اهتزاز الوترين أثناء النطق.


قلب السين شينا: فكلمة سكر تنطق (شكر أو شكر) وطست تنطق (طشت) وبين السين والشين علاقة صوتية فهما صوتان مهموسان ومعنى الهمس عدم اهتزاز الوترين أثناء النطق أي إذا وضعت يدك على رقبتك حول البلعوم لا تجد حركة للأوتار الصوتية، بل يخرج النطق على شكل خفيف كما أن هذين الصوتين من الأصوات الرخوة أي أن نطقهما يحدث ما يشبه الصفير أو أقل منه..

قلب الصاد زاء: في مثل (صغير) تنطق (ازغير) مع قلب الغين إلى قاف وقلب الصاد زاء نطق قديم لدي بعض القبائل العربية ومن هذه القبائل من ينطق الصقر (زقر)، والصاد والزاي من أصوات الصفير إلا أن الزاي صوت مجهور أما الصاد فهو صوت مهموس رخو، وحدثني بعض اليمنيين أنهم يقلبون الزاي صادا فيقولون (صعتر) بدلا من (زعتر) وهو الشراب المعروف...

قلب الصاد سينا:في مثل صدر تنقط (سدر) وهما صوتان مهموسان.

قلب السين صادا: في مثل أبو عريس تنطق أبو العريص.

قلب الضاد ذالا: في مثل ضلال تنطق (اذلال) وكلا الضاد والذال صوتان مجهوران.

قلب الغين قافا: في مثل لغة تنطق (لقة) واستغلال تنطق واستقلال والسبب تقارب مخرجي الغين والقاف الأولى من أقصى الحلق والقاف أدنى منها. ولقد لاحظ بعض الأصدقاء هذا النطق وهو ليس خطأ بل تطوراً حصل في الأصوات الكويتية.

كما أن هناك ظاهرة في إبدال الحروف بتقديم بعضها على بعض ومن ذلك كلمة المخاشات وتعنى الميل والمحاباة وهي من (خشي) وتلفظ أحيانا امشاخات، أما الإبدال في الحركة بتقديمها أو تأخيرها، فهذا نلتمسه في كلمة تتحول وتلفظ تتحول بتشديد الواو في الأولى وفتحها بدون تشديد في الثانية، والتحوال في اللهجة انتقال العروس من بيتها إلى بيت الزوجية، والقلب والإبدال في الحروف والحركات إذا قسناه على أساس اللغة العربية نعده نوعاً من اللحن والخطأ أما إذا قسناه قياسا علميا فهو تطور حصل في أصواتها حيث الميل إلى السهولة والخفة وجميع الأصوات العالمية حصل فيها تطور والصوت تابع للحياة، فإذا انتقل شعب من الشعوب من حياة البداوة إلى الحضارة فلا بد أن تظهر الرقة في أصواته وتختفي الأصوات الغليظة.

بعد هذا ننتقل إلى صوت آخر هو الهمزة وهذا يستحق أن نقف عنده فهو صوت يختلف عن الأصوات الأخرى لأنه صوت شديد لاهو بالمجهور أي لا يهتز معه الوتران أثناء النطق ولا هو بالمهموس ومخرجه من فتحة المزمار الذي نطلق عليه لسان الموت الذي مهمته الرئيسة نقل مجرى التنفس ساعة البلع فعند النطق بالهمزة تنطبق فتحة المزمار أو لسان الموت ثم تنفرج فتسمع صوت الهمزة وهو يحتاج إلى جهد عضلي أكثر مما تحتاج له الأصوات الأخرى.

ورغم صعوبة نطق هذا الصوت فقد حاولت اللهجة الكويتية أن تتخلص منه في كثير من المواضع وإن كانت قد تمسكت به غير موضعه في بعض الكلمات وبعض مظاهر التخلص من الهمزة تبدو في الكلمات التالية:

ففي أفعال الأمر التي تبدأ بالهمزة لجأت اللجهة إلى أفعال أخرى تؤدي المعنى نفسه فاستعاضت بها عنها فالفعل اضرب استعيض عنه بفعل (طق) والفعل أعمل استعيض عنه بالفعل (سو) وفي كلمة أب لا تذكر الهمزة فلا يقال (أبو فلان) بل (بوفلان) واللغة العربية تسمى التخلص من الهمزة تسهيلا وهذا مشهور في اللغة وفي كتب القراءات القرآنية خاصة ولها في ذلك شروط ليس هنا مجال ذكرها، نذكر منها أن الهمزة المشكلة بالسكون تسقط ويستعاض عن سقوطها، بإطالة صوت اللين، فيقال: يومنون بدلا من يؤمنون، وذيب بدلا من ذئب وفي اللهجة أيضا تلفظ: عائم، وطائر (عايم وطاير).

وفي الوقت نفسه الذي نرى فيه اللهجة تحاول أن تتخلص من الهمزة في موضعها، نراها تحاول أن تتمسك بها في غير موضعها، فكثير من الأسماء تزاد عليه همزة مثل: أمحمد، وامساعد، واثنيان واحسين مع أنها في الأصل بدون همزة، وكذلك الصفات مثل: اصغير، وازفير واحليو تصغير حلو، وازوين زين، كما تزاد هذه الهمزة في الأفعال مثل: اكل، واخذ، واسأل بدلا من: كل وخذ وسل.

وفي (بلى) بمعنى نعم، تنطق في اللهجة (امبلا) بإضافة ألف مهموزة وميم مقلوبة عن نون..

ونقف حيال هذه الظاهرة حائرين، غير أننا نفسرها تفسيرا لانجزم بصحته، وهو أن البدء بالهمزة جاء نتيجة للقياس الخاطئ، ولعلها من الرواسب القديمة أو الدخيلة، والناس في لغة التخاطب لا يفرقون، أو لا يراعون القواعد النحوية والصرفية، فلا روابط ولا قيد، وربما لاحظوا أن هناك أسماء أو أفعالا مبدؤه بالهمزة فقاسوها عليها، ونطقوا امحمد، احسين، امساعد، ابراهيم، اسحاق، واسماعيل وربما جاء نطق: اخذ، واكل على قياس: اضرب واعمل.

ولم تكتف اللهجة في تعقبها للهمزة عند هذا الحد، بل أخذت تتعقبها في جميع مواطنها فقلبتها واوا إذا كانت في أول الكلمة مثل إزار فتنطق (أوزار) وأين تنطق (وين) وأدي تنطق (ودي) والمودي في اللهجة هو الرجل الذي يأخذ الغنم والحطب من السوق إلى البيت بعد الشراء.

وكذلك قلبت الهمزة في وسط الكلمة مثل: تراءى لي تنطق (تراوالي) وقلبت الهمزة واوا أيضا في آخر الكلمة، فكلمة: فدائي تنطق (افداوي) وإحسائي (حساوي) وكل هذا له أسباب وأصول في اللغة، ليس هنا مجال التحدث عنه.

الدقة في دلالة مفردات اللهجة الكويتية:

إذا أمعنا النظر في مفردات اللهجة الكويتية تتضح لنا دقتها في الدلالة والمعاني ودقتها في تقسيم الشيء الواحد والتعبير عنه بألفاظ مختلفة تصف المراد وصفا دقيقا ينبئ عن شعور مرهف شفاف تولدت عنه ثروة كبيرة في كلمات اللهجة.

فالحدث أو المعنى يسبق اللفظ، واللفظ يأتي وصفا للحدث ومعبرا عن المعنى ليصل واضحا إلى مفهوم السامعين وبهذا تؤدي اللغة غرضها، والحوادث والمعاني قائمة في المجتمع منتشرة به، فإذا استدعت ظاهرة من الظواهر أو حدث من الأحداث أو معنى من المعاني تفصيل وتوضيح ألفاظ كثيرة فلا بد من أن تكون هذه الظاهرة محل نظر المجتمع ليقف إزاءها بالرفض أو القبول مما أحدث صراعا تولدت عنه تلك الثروة من الألفاظ.

ودارس اللغة يتعرف على كثير من ظروف المجتمع التاريخية والاقتصادية والاجتماعية أثناء دراسته للكلمات إذ يستطيع أن يفيد في علم النفس ويفيد المؤرخ والباحث الاجتماعي كما يستفيد هو منهم جميعا أثناء دراسته.

ولكي نجسد عملية ربط مفردات اللهجة بالمجتمع وعلاقاتها بأحداثه وعاداته وتقاليده ودقتها في الوصف والتعبير عن كل ذلك، نأذ ثلاث ظواهر أو معان كلية في اللهجة الكويتية هي:

أ - ظاهرة التكبر أو الكبرياء - ب - ظاهرة الانتقاد أو التعيب - ج - ظاهرة المطالع - التي تحتوي على التظاهر والمراءة والتفاخر بالنعمة. ثم نأخذ هذه المعاني في تعبيراتها الجزئية لنوضح بها ما أسلفنا التحدث عنه..

أولا - ظاهرة الكبرياء: ولا أحب أن أخوض في أسبابها ومنشئها فهذا ليس موضوع الحديث لأن موضوعنا هو اللغة وليس علم النفس، ولهذا فسيدور الحديث على الكلمات أو الجمل التي تصف هذه الظاهرة بدقة وعناية فائقتين، بل وتفرق بين معنى وآخر ليس بينهما إلا فرق بسيط من الصعب التماسه والجانب السيء من الكبرياء هو المقصود في حديثي وليس ما يدل على الأنفة والكرامة، فبأي كلمات تعبر اللهجة عن هذا الجانب؟ لنر كيف يوصف الرجل المتكبر فيقولون: فلان منتفخ أو متسمت أو يرى بنفسه أو ما يرى الناس، أو بيندعي، أو فيه شيخة أو بالك عنه، أو نفسه خايسة، أو وجه عفن، أو وجه كسيف وكلمات أخرى وهذا في الحقيقة تعبير دقيق وتشخيص لحالات جزئية عجيبة والكبرياء أو السيئة هذه تدل على شعور بالنقص هو محل حساسية وانتقاد في المجتمع لا يرتاح له أفراده وعلى هذا الأساس كثرت حولها المفردات والتعبيرات.

ثانيا: ظاهرة التعيب والانتقاد: ولقد شاع قديما وحديثا الانتقاد في المجتمع الكويتي وكثرة التحدث حتى الأمور الشخصية والخاصة وذلك نتيجة الفراغ فلا غربة إذا تولدت عن ذلك ثروة في الكلمات الدالة على التعيب والانتقاد، خذ كلمة المتطنز وتعني الاستهزاء أو التهزي وهذا يجلب الضحك وهو تهاون يدل على عدم احترام للآخرين ولو تتبعنا هذه الظاهرة في معانيها الجزئية لرأينا العجب العجاب والدقة والإصابة لحالات يصعب الانتباه لها أو ملاحظتها. فالناس في الكويت إذا رأوا من يخلط الخبيث بالطيب أو مهزوزا في شخصيته أطلقوا عليه امخسبق أو امخزبط وإذا ظهرت عليه السذاجة البريئة قالوا امخدي وإذا غلبت عليه حاله شبيهة بالجنون قالوا خليت وإذا مدح من لا يستحق قالوا هه أو موليهناك وإذا سامح مرة وتعصب في الأخرى قالوا طكة طكة وإذا رأوا فيه أشياء بسيطة قالوا عليه... ولهم في هذه الظاهرة كلمات وتعبيرات كثيرة وفيما أشرت الكفاية، وبالطبع فهذه الثروة من التعابير تجاه تلك الظاهرة توضح مزاج ونفسية المجتمع ومدى حبه وكرهه لمثل تلك الأشياء وتدلنا على نباهة المجتمع وحساسيته وانتباه أفراده بعضهم لبعض.

ثالثا: ظاهرة المطالع: وهذه لم تكن سائدة في الماضي ولكنها انتشرت وسادت في الوقت الحاضر نتيجة الرخاء المادي لدى المجتمع الكويتي.

وظاهرة المطالع هذه خلطت على الناس الحاجات الضرورية والكمالية وأصبحت كلها ضرورية وكثيرا ما يشترون أو يعملون أو يبيعون مالا حاجة لهم به أو كما تعبر اللهجة طغى على الناس حب التظاهر وهم يتشاوقون أو يتطالعون... وياهم، سو وبنسوى. راونه وبنراويكم وكل هذه تعابير عن معان وأحداث شاذة طرأت على المجتمع الكويتي وبدأ الناس الراضي منهم والساخط يأخذ بها لأنه لا يستطيع أن يقف امام تيارها العنيف وها نحن نراها وقد أصبحت قاعدة بعد ما كانت من الشواذ مما يخولنا الحق في أن نطلق على المجتمع الكويتي (مجتمع المطالع) ونلتمس هذه الظاهرة في بناء البيت الكويتي (القسيمة) وهذه كانت مثار جدل لدى كثير من الناس. فهذه (الفلل) التي تراها لم يكن بناؤها قد تم حسب الحاجة وهذا الأثاث لم يكن للحاجة وكل هذه الحاجات لم تكن متجاوبة مع القدرة المادية وإنما جاءت كل هذه الأشياء رضوخا لظاهرة المطالع والتفاخر، بل هناك (تناعت) بين بيت فلان وسعته وبيت فلان وفرشه وأثاثه.. إذن حينما تأتي اللهجة لتعبر عن هذا المعنى بتعبيرات مختلفة تكون قد دلت دلالة واضحة على أن ظاهرة ما يتميز بها المجتمع الكويتي تحاول أن تفرض نفسها إن لم تكن قد فرضتها على الرغم من الشذوذ الذي يصاحبها ومع هذا يستدل الباحث اللغوي من تلك الكلمات على الثروة المادية التي شبت في تلك الظاهرة، وكذلك فإن ظاهرة المطالع هذه ظاهرة نسائية أكثر منها ظاهرة رجالية فإذا ظهرت آثارها على المجتمع وبرزت فيه دلت على قوة شخصية المرأة وقوة نفوذها وأخذها بزمام الأمور بعد التطور الذي طرأ على المجتمع.

كل هذا الذي يتمتع به المجتمع الكويتي وعلى ضوء هذه الدراسة يتعرف الباحث اللغوي على جوانب كثيرة في المجتمع سواء السييء منها أو الحسن.

ومن هنا تأتي أهمية دراسة اللهجات المحلية لأنها أهم مرجع لدراسة التاريخ الاجتماعي للبلد الذي يراد كتابة تاريخه الاجتماعي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق